كلمة
العدد
الإعداد
الإلهي الخاص
للرسول
الرحمة المهداة
– صلى الله
عليه وسلم
كان
النبيّ - صلى
الله عليه
وسلم - خاتم
النبيين الذي
أُرْسِلَ إلى
الناس كافّةً
ليوم القيامة
فلا نبيّ بعده
ليوم يرث الله
الأرض ومن عليها،
فأعَدَّه
إعدادًا
خاصًّا
وصَنَعَه على عينه
وكَفَلَه منذ
الصغر برحمته.
والإعدادُ
الإلهيُّ
شمله منذ أن
كان حملاً في
بطن أمّه؛ فقد
رأت أُمُّه
«آمنةُ» بنتُ
«وهب» حينما
حَمَلَتْ به
أنه خرج منها
نورٌ أَضَاءَ
لها قصورَ
الشام.
وسَمِعَتْ من
يقول لها: إنك
حملتِ سيد
الأولين
والآخرين،
فإذا وَضَعْتِيه
فسُمِّيه
محمدًا،
وقولى: أعيذه
بالله الواحد
من شرّ كل
حاسد. وبعد
حملها به
بشهرين فقط
تُوُفِّي
زوجها عبد
الله؛ لينشأ
المولود
السعيد – محمد – يتيمًا
محرومًا كلَّ
سند إلاّ سندَ
الله –
عزّ وجلّ – تكفله
الرعاية
الإلهية
وتصنعه
العناية الربانيّة؛
ليكون ذلك
دليلاً بارزًا
صارخًا على
أنّه من صُنْع
الله وإعداده
الخاصّ. وتمرّ
شهور الحمل
كلّها على
آمنة وهي لا
تُحِسّ
تَعَبًا
وأَلَـمًا
تُحِسُّهما
كل حامل لا
مَحَالَة،
حتى يأتي فجر
الاثنين الثاني
عشر من ربيع
الأوّل عام
الفيل والطير
الأبابيل،
فيُولَد - صلى
الله عليه
وسلم.
وتجيء
ولادتُه - صلى
الله عليه
وسلم - دالّةً
دلالة واضحة
على إعداد
الله له
إعدادًا
خاصًّا؛ فيتصدّع
إيوان كسرى،
وتخمد نيران
فارس التي كانوا
يعبدونها،
وتغيض بحيرة
ساوة وتهوي
الأصنام، إلى
آخر ما جاء في
كتب السيرة
ودواوين الأحاديث.
وذكر ذلك
الإمام
البوصير (أبو
عبد الله شرف
الدين محمد بن
سعيد بن حمّاد
البوصيري
الدلاصي)
المتوفى 695هـ/
1295م - رحمه الله – في
قصيدته
الشهيرة
بـ«قصيدة
البردة» في
مديح النبي -
صلى الله عليه
وسلم - وهو
يذكر مولده - صلى
الله عليه
وسلم - في
أبيات رائعة
فقيدة النظير:
أَبَانَ
مَوْلِدُهُ
عَنْ طِيبِ
عُنْصِرِهِ |
ويمتنع
على وحي من
المشيئة
الإلهية – كما جاء في
الروايات – أن لا
يرضع ليلتين،
فعن أم
المؤمنين
عائشة – رضي الله
عنها –
قالت:
«كان
يهوديٌّ قد
سكن مكة
يَتَّجِر
بها، فلما كانت
الليلة التي
وُلِدَ فيها
رسولُ الله -
صلى الله عليه
وسلم - قال في
مجلس من قريش:
يا معشر قريش!
هل وُلِدَ
فيكم الليلةَ
مولودٌ؟
فقالوا: والله
ما نعلمه. قال:
الله أكبر،
أما إذا أَخْطَأَكم
فلا بأس،
فانظرو
واحفظوا ما
أقول لكم:
وُلِدَ هذه
الليلةَ
نبيُّ هذه الأمة
الأخيرة، بين
كَتِفَيْه
علامةٌ فيها
شعرات
مُتَوَاتِرَات
كأنهنّ
عُرْفُ
فَرَسٍ، لا
يرضع ليلتين.
وذلك أن
عفريتًا من
الجن أدخل
إِصْبَعَيْه
في فمه، فمنعه
الرضاعَ.
فتَصَدَّعَ
القومُ من
مجلسهم، وهم
مُتَعَجِّبُون
من قوله
وحديثه، فلما
صاروا إلى
منازلهم
أَخْبَرَ
كلُّ إنسان
منهم أهلَه،
فقالوا: قد
وُلِدَ لعبد
الله بن عبد
المطلب غلامٌ
سَمَّوه محمدًا،
فالتقى
القوم،
فقالوا: هل
سمعتم حديثَ
اليهوديّ،
وهل بلغكم
مولدُ هذا
الغلام؟.
فانطلقوا حتى
جاؤوا
اليهوديَّ،
فأخبروه
الخبرَ. قال:
فاذهبوا معي
حتى أنظر
إليه. فخرجوا
به حتى أدخلوه
على آمنة.
فقال:
أَخْرِجِي
إلينا. فأَخْرَجَتْه،
وكشفوا له عن
ظهره، فرأى
تلك الشامّةَ،
فوقع اليهودي
مغشيًّا عليه.
فلما أفاق، قالوا:
ويلك مالك؟
قال: ذهبت – والله – النبوةُ من
بني إسرائيل،
فُرحْتُمْ به
يا معشر قريش،
أما والله
ليَسْطُوَنَّ
بكم سطوةً يخرج
خبرُها من
المشرق
والمغرب! وكان
في النفر يومئذ
– الذين
قال لهم
اليهودي ما
قال –
هشام بن
الوليد بن
المغيرة،
ومسافر بن أبي
عمرو، وعبيدة
بن الحارث بن
عبد المطلب،
وعتبة بن
ربيعة شابٌّ
فوق
المُحْتَلِم،
في نفر من بني
عبد مناف
وغيرهم من
قريش»(1).
وكان
شقّ صدره - صلى
الله عليه
وسلم - من أولى
المظاهر
الحسّيّة
التي أعلنت عن
إعداد الله تعالى
له - صلى الله
عليه وسلم -
بصفة خاصّة.
وقد حدث ذلك
ثلاث مرات
حسبما شاء
الله –
عز وجلّ – ليهيّئه -
صلى الله عليه
وسلم - ويعدّه
لكل مرحلة من
مراحل حياته
بما يتفق
ومُتَطَلَّبَات
هذه المرحلة
في جانب
ومُقْتَضَيَات
الرسالة التي
كُلِّفَ
إيّاها في
جانب آخر.
حدث
شقُّ صدره -
صلى الله عليه
وسلم - أول مرة
وهو في نهاية
الثاني
وبداية
الثالث من
عمره وهو رضيع
في بني سعد بن
بكر لدى
مرضعته حليمة
السعدية.
ويقول عن ذلك
رسول الله -
صلى الله عليه
وسلم - فيما
رواه الدارمي:
«عَنْ
عُتْبَةَ
بْنِ عَبْدٍ
السُّلَمِيِّ
أَنَّهُ
حَدَّثَهُمْ
وَكَانَ مِنْ
أَصْحَابِ
رَسُولِ الله
- صلى الله
عليه وسلم -
أَنَّ رَسُولَ
اللهِ قَالَ
لَهُ رَجُلٌ:
كَيْفَ كَانَ
أَوَّلُ شَأْنِكَ
يَا رَسُولَ
اللهِ. قَالَ:
«كَانَتْ
حَاضِنَتِي
مِنْ بَنِي
سَعْدِ بْنِ
بَكْرٍ
فَانْطَلَقْتُ
أَنَا
وَابْنٌ
لَهَا فِي بُهْمٍ
لَنَا،
وَلَمْ
نَأْخُذْ
مَعَنَا زَادًا،
فَقُلْتُ: يَا
أَخِي
اذْهَبْ،
فَأْتِنَا
بِزَادٍ مِنْ
عِنْدِ
أُمِّنَا.
فَانْطَلَقَ
أَخِي،
وَمَكَثْتُ
عِنْدَ
الْبُهْمِ،
فَأَقْبَلَ
طَائِرَانِ
أَبْيَضَانِ
كَأَنَّهُمَا
نَسْرَانِ،
فَقَالَ
أَحَدُهُمَا
لِصَاحِبِهِ:
أَهُوَ هُوَ؟
قَالَ
الْآخَرُ:
نَعَمْ. فَأَقْبَلَا
يَبْتَدِرَانِي،
فَأَخَذَانِي،
فَبَطَحَانِي
لِلْقَفَا،
فَشَقَّا
بَطْنِي،
ثُمَّ
اسْتَخْرَجَا
قَلْبِي
فَشَقَّاهُ،
فَأَخْرَجَا
مِنْهُ
عَلَقَتَيْنِ
سَوْدَاوَيْنِ.
فَقَالَ
أَحَدُهُمَا
لِصَاحِبِهِ:
ائْتِنِي
بِمَاءٍ
ثَلْجٍ.
فَغَسَلَ
بِهِ
جَوْفِي،
ثُمَّ قَالَ:
ائْتِنِي
بِمَاءٍ
بَرَدٍ،
فَغَسَلَ بِهِ
قَلْبِي،
ثُمَّ قَالَ:
ائْتِنِي
بِالسَّكِينَةِ.
فَذَرَّهُ
فِي قَلْبِي،
ثُمَّ قَالَ
أَحَدُهُمَا
لِصَاحِبِهِ:
حُصْهُ.
فَحَاصَهُ،
وَخَتَمَ
عَلَيْهِ
بِخَاتَمِ
النُّبُوَّةِ.
ثُمَّ قَالَ
أَحَدُهُمَا
لِصَاحِبِهِ:
اجْعَلْهُ
فِي كِفَّةٍ،
وَاجْعَلْ
أَلْفًا مِنْ
أُمَّتِهِ
فِي كِفَّةٍ».
قَالَ
رَسُولُ
اللهِ - صلى
الله عليه
وسلم -:
«فَإِذَا
أَنَا
أَنْظُرُ
إِلَى الْأَلْفِ
فَوْقِي
أُشْفِقُ
أَنْ يَخِرَّ
عَلَيَّ
بَعْضُهُمْ،
فَقَالَ: لَوْ
أَنَّ أُمَّتَهُ
وُزِنَتْ
بِهِ لَمَالَ
بِهِمْ، ثُمَّ
انْطَلَقَا
وَتَرَكَانِي».
قَالَ رَسُولُ
اللهِ
«وَفَرِقْتُ
فَرَقًا
شَدِيدًا، ثُمَّ
انْطَلَقْتُ
إِلَى
أُمِّي،
فَأَخْبَرْتُهَا
بِالَّذِي
لَقِيتُ،
فَأَشْفَقَتْ
أَنْ يَكُونَ
قَدِ
الْتُبِسَ
بِي،
فَقَالَتْ:
أُعِيذُكَ
بِاللهِ.
فَرَحَّلَتْ
بَعِيرًا
لَهَا، فَجَعَلَتْنِي
عَلَى
الرَّحْلِ،
وَرَكِبَتْ
خَلْفِي
حَتَّى
بَلَغْنَا
إِلَى أُمِّي.
فَقَالَتْ:
أَدَّيْتُ
أَمَانَتِي
وَذِمَّتِي.
وَحَدَّثَتْهَا
بِالَّذِي
لَقِيتُ،
فَلَمْ
يَرُعْهَا ذَلِكَ.
وَقَالَتْ:
إِنِّي
رَأَيْتُ
حِينَ خَرَجَ
مِنِّي -
تَعْنِي
نُورًا -
أَضَاءَتْ مِنْهُ
قُصُورُ
الشَّامِ»(1).
وفي
رواية لمسلم
في صحيحه:
عَنْ
أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ
أَنَّ رَسُولَ
اللهِ - صلى
الله عليه
وسلم -
أَتَاهُ
جِبْرِيلُ
وَهُوَ
يَلْعَبُ
مَعَ
الْغِلْمَانِ،
فَأَخَذَهُ
فَصَرَعَهُ،
فَشَقَّ عَنْ
قَلْبِهِ،
فَاسْتَخْرَجَ
الْقَلْبَ،
فَاسْتَخْرَجَ
مِنْهُ
عَلَقَةً،
فَقَالَ:
هَذَا حَظُّ
الشَّيْطَانِ
مِنْكَ،
ثُمَّ
غَسَلَهُ فِي
طَسْتٍ مِنْ
ذَهَبٍ
بِمَاءِ
زَمْزَمَ،
ثُمَّ لَأَمَهُ،
ثُمَّ
أَعَادَهُ
فِي
مَكَانِهِ،
وَجَاءَ
الْغِلْمَانُ
يَسْعَوْنَ
إِلَى أُمِّهِ
- يَعْنِي
ظِئْرَهُ -
فَقَالُوا:
إِنَّ مُحَمَّدًا
قَدْ قُتِلَ،
فَاسْتَقْبَلُوهُ
وَهُوَ
مُنْتَقِعُ
اللَّوْنِ.
قَالَ أَنَسٌ:
«وَقَدْ كُنْتُ
أَرَى أَثَرَ
ذَلِكَ
الْمِخْيَطِ
فِي صَدْرِهِ»(2).
وأكّد
بعض العلماء
الـمُتْقِنِين
أن العلّة في
شقّ صدره - صلى
الله عليه
وسلم - في هذه
المرحلة من
عمره بالذات؛
حيث لم يتمّ
قبله أو لدى ولادته،
أن الطفل في
هذه المرحلة
من عمره يعود
يستطيع
التمييزَ بين
النافع
والضارّ،
ويدرك ما
يَتَلَقَّاه
ممن حوله من
أمور تتعلق
بالمعيشة أو
العقيدة
والتقليد والعادة؛
لأنه يصبح
عندها في
مرحلة
التكوين النفسي؛
فشاءت
الإرادة
الإلهية أن
تتمّ عمليةُ
شقّ صدره - صلى
الله عليه
وسلم - في هذه
المرحلة
العمريّة؛
ليصير
مُجَهَّزًا
لتلقّي القيم
والعادات
والأخلاق
الـمُثْلَىٰ
الحميدة،
التي كانت
علامةَ
تميّزه عن
الخلق أجمعين
في جانب،
وبرهان
نبوّته بعد
ذلك في جانب
آخر.
ولقد
كان الله – عزّ وجلّ – قادرًا
على أن يفطره -
صلى الله عليه
وسلم - على الطهارة
القلبية
والنقاء
الجسماني من
كل الوجوه،
ولم تكن به – تعالى – حاجة إلى
تسخير سبب
عمليّة شق
صدره - صلى
الله عليه
وسلم -
لتنقيته
وتطهيره؛
ولكنه إنما
أراد أن تتم
عملية تنقيته
حسّيّة عن
طريق شقه؛ ليكون
ذلك دليلاً
على نبوّته في
جانب وفي جانب
آخر سببَ ذكر
له في
العالمين
يُجَهِّز
العقول والنفوس
للتأكّد من
تفرّده - صلى
الله عليه
وسلم - وأنه
مُؤَهَّل من
الله –
تعالى – لتحمّل
الرسالة
الأخيرة
الخاتمة
والقيام بأعبائها
وأدائها
كاملةً غير
منقوصةً.
وتكررت
حادثةُ شقّ
صدره - صلى
الله عليه
وسلم - بعد هذه
المرحلة
المبكرة من
عمره مرتين
أخريين: عند
بلوغه
العاشرة من
عمره ودخوله
في الحادية
عشرة؛ وعند
رحلة الإسراء
والمعراج،
عندما
أُسْرِي به من
بيت الله
الحرام إلى
بيت المقدس ثم
عُرِجَ به إلى
الملإ الأعلى.
فحادثةُ
شقّ صدره - صلى
الله عليه
وسلم - عند دخوله
في سنّ
الحادية عشرة
جاء في الحديث
ذكرها:
«عَنْ
أُبَيِّ بْنِ
كَعْبٍ: أَنَّ
أَبَا
هُرَيْرَةَ
كَانَ
جَرِيئًا
عَلَى أَنْ
يَسْأَلَ
رَسُولَ
اللهِ صلى
الله عليه وسلم،
عَنْ
أَشْيَاءَ
لَا
يَسْأَلُهُ
عَنْهَا
غَيْرُهُ،
فَقَالَ: يَا
رَسُولَ
اللهِ، مَا
أَوَّلُ مَا
رَأَيْتَ فِي
أَمْرِ
النُّبُوَّةِ؟
فَاسْتَوَى
رَسُولُ الله
- صلى الله عليه
وسلم -
جَالِسًا
وَقَالَ:
لَقَدْ
سَأَلْتَ -
أَبَا هُرَيْرَةَ
- إِنِّي
لَفِي
صَحْرَاءَ
ابْنُ عَشْرِ
سِنِينَ
وَأَشْهُرٍ،
وَإِذَا بِكَلَامٍ
فَوْقَ
رَأْسِي،
وَإِذَا
رَجُلٌ يَقُولُ
لِرَجُلٍ:
أَهُوَ هُوَ؟
قَالَ:
نَعَمْ، فَاسْتَقْبَلَانِي
بِوُجُوهٍ
لَمْ أَرَهَا
لِخَلْقٍ
قَطُّ،
وَأَرْوَاحٍ
لَمْ
أَجِدْهَا
مِنْ خَلْقٍ
قَطُّ،
وَثِيَابٍ
لَمْ أَرَهَا
عَلَى أَحَدٍ
قَطُّ،
فَأَقْبَلَا
إِلَيَّ يَمْشِيَانِ،
حَتَّى
أَخَذَ كُلُّ
وَاحِدٍ مِنْهُمَا
بِعَضُدِي،
لَا أَجِدُ
لِأَحْدِهِمَا
مَسًّا،
فَقَالَ
أَحَدُهُمَا
لِصَاحِبِهِ:
أَضْجِعْهُ،
فَأَضْجَعَانِي
بِلَا قَصْرٍ
وَلَا هَصْرٍ،
وَقَالَ
أَحَدُهُمَا
لِصَاحِبِهِ:
افْلِقْ
صَدْرَهُ،
فَهَوَى
أَحَدُهُمَا
إِلَى
صَدْرِي،
فَفَلَقَه
فِيمَا أَرَى
بِلَا دَمٍ
وَلَا
وَجَعٍ،
فَقَالَ لَهُ:
أَخْرِجِ الْغِلَّ
وَالْحَسَدَ،
فَأَخْرَجَ
شَيْئًا
كَهَيْئَةِ
الْعَلَقَةِ،
ثُمَّ
نَبَذَهَا،
فَطَرَحَهَا،
فَقَالَ لَهُ:
أَدْخِلِ
الرَّأْفَةَ
وَالرَّحْمَةَ،
فَإِذَا
مِثْلُ
الَّذِي أَخْرَجَ
يُشْبِهُ
الْفِضَّةَ،
ثُمَّ هَزَّ
إِبْهَامَ
رِجْلِي
الْيُمْنَى.
فَقَالَ: اغْدُ
وَاسْلَمْ،
فَرَجَعْتُ
بِهَا
أَغْدُو بِهِ
رِقَّةً
عَلَى الصَّغِيرِ
وَرَحْمَةً
لِلْكَبِيرِ»(1).
في
ذكر حادثة شقّ
صدره - صلى
الله عليه
وسلم - في المرة
الأولى عندما
دخل في سنّ
الثالثة لم نجد
ذكر التفاصيل
ولا دقة
الوصف؛ لأن
الطفل في هذه
المرحلة من
عمره لايقدر
على وعي
تفاصيل ما يحدث
له والتقاطها
ثم ذكرها
بدقّة؛ ولكن
سنّ الحادية
عشرة تتيح له
أن يستوعب ما
يحدث له ويدرك
ويعي وعيًا
كاملاً ما
يجري معه بتفاصيله
ثم يذكره
للناس – لدى الحاجة – بدقّة.
والنبيُّ -
صلى الله عليه
وسلم - أُكْرِمَ
من ربّه
بالتفرّد في
كل شيء، ولا
سيّما في قوة
الملاحظة
والاستيعاب
ودقة وصف
الأشياء؛ لأنه
أُعْطِيَ
جوامع الكلم
ومن التعابير
وقدرة البيان
ما عَجَزَ عنه
كلُّ من كان
قبله وأتى
بعده.
و ما
حَدَثَ من
إخراج
الملكين من
الغِلّ والحَسَد
من صدره،
وإدخالهما
للرأفة
والرحمة، يتفق
ويتناسب مع
هذه المرحلة
من عمره؛ لأن
هذه السنّ
سنُّ تكوين
الذات وبناء
الشخصية
والاستقلال
بالرأي،
فأراد الله – عزّ وجلّ – أن يكون
له - صلى الله
عليه وسلم -
شخصيته الممتازة
عن العالمين
المُنَزَّهَه
من كل نوع من الفساد
الخلقي
والانحراف
السلوكي، وأن
يكون له رأيه
المستقلّ.
كما
أن هذه السنّ:
سنّ العاشرة
والحادية
عشرة، تظهر
فيها في الأغلب
صفتا الغلّ
والحسد وما
يُمَاثِلهما،
والغِلّ
والحسد – كما
أكّد العلماء –
يستدعيانِ
عادةً البطشَ
والفتكَ
للتنفيس عن
النفس، وهما
بدورهما
يستدعيان
القوةَ التي
تتوفر غالبًا
لدى وصول
الإنسان إلى
هذه السنّ وما
بعدها، وكذلك
تتنامى في
الإنسان في هذه
السنّ وما بعدها
الرغبة
الشديدة
الجامحة
لامتلاك
الأسباب،
وحيازة
الثروة، ونيل
الجاه
والمكانة، والحُظْوَة
بالسمعة
الواسعة.
فجاء
الإعداد
الإلهي
مُتَوَجِّهًا
إلى نزع هاتين
الصفتين من
صدره و وضع
صفتي الرأفة
والرحمة
مكانهما،
ليتأهّل لحمل
الرسالة
العالمية
الأبدية
الأخيرة الخاتمة،
وأدائها على
أكمل وجه وأتم
صورة.
ولنقف
قليلاً عند
هاتين
الصفتين:
الرأفة والرحمة؛
لأننا إذا
تأمّلنا
فيهما وجدنا
أنهما كانتا
على رأس
الصفات التي
امتاز بها
النبي - صلى
الله عليه
وسلم - وهما
صفتان
أساسيتان للنبوة
الخاتمة؛ حيث
أَدَّتَا
دورًا رئيسًا
في تحقيق
غايتها؛
ولذلك جعلهما
الله من ألزم
صفات نبيّه
وحبيبه محمد
المصطفى - صلى
الله عليه وسلم
- وقد ذكر – تعالى – ذلك في
كتابه
المحكم، فقال:
«لَقَدْ
جَآءَكُمْ
رَسُولٌ
مِّنْ
أَنْفُسِكُمْ
عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا
عِنِتُّمْ
حَرِيصٌ
عَلَيْكُمْ
بِالْـمُؤْمِنِينَ
رَءُوفٌ
رَّحِيمٌ»
(التوبة/128).
وقال:
«وَمآ
أَرْسَلْنَـٰكَ
إِلَّا
رَحْمَةً
لِّلْعٰلَمِينَ»
(الأنبياء/107).
وقال
- صلى الله
عليه وسلم - عن
نفسه:
«إنَّما
أنا رحمة
مُهْدَاة»(1).
وقال
تعالى:
«فَبِمَا
رَحْمَةٍ
مِّنَ اللهِ
لِنْتَ لَهُمْ
وَلَوْ
كُنْتَ
فَظًّا غَلِيظَ
الْقَلْبِ
لاَ
انْفَضُّوا
مِنْ حَوْلِكَ»
(آل عمران/159).
لقد
كان حقًّا
رحمةً
للعالمين،
يعامل الإنسان
بل الحيوان
بالرحمة، لا
يفرق في ذلك
بين الصغير
والكبير،
والمؤمن
والمشرك. إن
حياته كلها
كانت عبارة عن
الرقة
والرحمة،
وحسن الخلق،
وطيب
المعاملة،
حتى كان يحدث
أنه يصلي
بالناس – وهو قرير
العين
بالصلاة؛
فكان يحبّ أن
يطيلها – فإذا سمع
بكاء طفل
تَجَوَّز في
صلاته رحمة به
وبأمه.
وكان
شديد الحرص
على صلاح
الأمة، فكان
يرشدهم بقوله
وفعله وسلوكه
وسيرته،
ويُوَجِّههم ويعظهم؛
ولكنه كان في
ذلك أيضًا
يَتَخَوَّلُهم
صدورًا عن
رحمته، يقول
عبد الله بن
مسعود – رضي الله
عنه – :
كان - صلى الله
عليه وسلم -
يَتَخَوَّلُنا
بالموعظة
خشية السآمة
علينا(2).
وبلغت
رحمته - صلى
الله عليه
وسلم - أنها
جاوزت الإنسانَ
إلى الحيوان:
«عن
عبد الله بن
جعفر رضي الله
عنه، قال:
أردفني رسول
الله - صلى الله
عليه وسلم -
ذات يوم خلفه،
فأسرَّ إليّ حديثًا
لا أُحَدِّث
به أحدًا من
الناس. وكان
أحبَّ ما
يستتر به رسول
الله - صلى
الله عليه وسلم
- لحاجتِهِ
هدفٌ أو حائشُ
نخلٍ. فدخلَ
حائطاً لرجلٍ
من الأنصار،
فإذا فيه
جملٌ. فلما
رأى النبي -
صلى الله عليه
وسلم - جَزِعَ
وذرفت عيناه،
فأتاه النبي -
صلى الله عليه
وسلم - فمسح
سراته إلى
سنامه،
وذمراه،
فسَكَنَ. فقال:
مَن ربُّ هذا
الجمل؟ لمن
هذا الجمل؟
فجاء فتىً من
الأنصار،
فقال: هو لي يا
رسول الله. قال:
فقال: أفلا
تتقي الله في
هذه البهيمة
التي مَلَّكَكَ
اللهُ
إيّاها؛ فإنه
يشكو إليَّ
أنك تُجِيعه
وتُدْئِبُهُ»(1).
وبلغ
من رحمته أنه
كان لايقابل
السيئة بالسيئة،
وإنما كان
يقابلها
بالحسنة، فلم
يضمر لأحد
سوءًا ولا
حقدًا، بل ظلّ
يعفو ويصفح.
فما حدث معه
من أشرار بني
ثقيف في
الطائف من
تلقيه بأشدّ
الأذى جعله
يحزن ويأسف
جدًّا، ويدلّ
على شدة حزنه
وأسفه دعاؤه
الذي فاض على
لسانه:
«اللهم
إليك أشكو ضعف
قوتي وقلة
حيلتي وهواني
على الناس
أرحمَ
الراحمين. أنت
أرحم الراحمين،
إلى من تكلني،
إلى عدوّ
يَتَجَهَّمُني
أو إلى قريب
مَلَّكْته
أمري؟ إن لم
تكن غضبان عليّ
فلا أبالي؛
غير أن عافيتك
أوسع لي. أعوذ
بنور وجهك
الذي أشرقت له
الظلمات،
وصلح عليه أمر
الدنيا
والآخرة أن
تنزل بي غضبك
أو تحل عليّ
سخطك. لك
العُتْبَىٰ
حتى ترضى، ولا
حول ولا قوة
إلاّ بك(2).
ولكنه
لم يَدْعُ
عليهم، وإنما
دعا لهم، فقد
جاء في الحديث
أن عائشة زوج
النبيّ - صلى
الله عليه
وسلم - قالت
للنبي - صلى
الله عليه
وسلم - هل أتى
عليك يومٌ كان
أشدّ من يوم
أحد؟ قال: لقد
لقيتُ من
قومكِ ما لقيتُ.
وكان أشدّ ما
لقيتُ منهم
يومَ العقبة،
إذ عرضتُ نفسي
على ابن عبد
ياليل بن عبد
كُلاَل، فلم
يجبني إلى ما
أردتُ،
فانطلقتُ.
وَأَنَا مَهْمُومٌ
عَلَى
وَجْهِي،
فَلَمْ أَسْتَفِقْ
إِلَّا
وَأَنَا
بِقَرْنِ
الثَّعَالِبِ،
فَرَفَعْتُ
رَأْسِي،
فَإِذَا أَنَا
بِسَحَابَةٍ
قَدْ
أَظَلَّتْنِي،
فَنَظَرْتُ،
فَإِذَا
فِيهَا
جِبْرِيلُ،
فَنَادَانِي
فَقَالَ:
إِنَّ الله
قَدْ سَمِعَ
قَوْلَ
قَوْمِكَ
لَكَ، وَمَا
رَدُّوا
عَلَيْكَ،
وَقَدْ
بَعَثَ إِلَيْكَ
مَلَكَ
الجِبَالِ؛
لِتَأْمُرَهُ
بِمَا شِئْتَ
فِيهِمْ،
فَنَادَانِي
مَلَكُ الجِبَالِ
فَسَلَّمَ
عَلَيَّ،
ثُمَّ قَالَ:
يَا
مُحَمَّدُ،
فَقَالَ
ذَلِكَ
فِيمَا شِئْتَ
إِنْ شِئْتَ
أَنْ
أُطْبِقَ
عَلَيْهِمُ
الأَخْشَبَيْنِ.
فَقَالَ
النَّبِيُّ -
صلى الله عليه
وسلم -: بَلْ
أَرْجُو أَنْ
يُخْرِجَ
الله مِنْ أَصْلاَبِهِمْ
مَنْ
يَعْبُدُ
اللهَ
وَحْدَهُ،
لاَ يُشْرِكُ
بِهِ
شَيْئًا»(3).
وقد
عبّر عن رحمته
ورأفته - صلى
الله عليه وسلم
- عمر بن
الخطاب – رضي الله
عنه –
في بعض كلامه
عن رسول الله -
صلى الله عليه
وسلم - حيث قال:
«بأبي
أنت وأمي يا
رسول الله!
لقد دعا نوح
على قومه،
فقال: رَبِّ
لاَ تَذَرْ
عَلَى
الْأَرْضِ
مِنَ الكٰفِرِينَ
دَيارًا. ولو
دعوتَ علينا
مثلَها لهلكنا
من عند آخرنا،
فلقد وُطِئَ
ظهُرك، وأُدْمِيَ
وجهُك،
وكُسِرَتْ
رباعيتُك،
فأبيتَ أن
تقول إلا
خيرًا، فقلت:
اللهم اغفر
لقومي، فإنهم
لا يعلمون».
يقول
القاضي عياض – رحمه
الله –
تعقيبًا على
حديث عمر – رضي الله
عنه –:
«انظر
في هذا القول
من جماع
الفضل،
ودرجات الإحسان،
وحسن الخلق،
وكرم النفس،
وغاية الصبر،
والحلم، إذ لم
يقتصر - صلى
الله عليه
وسلم - على
السكوت عنهم
حتى عفا عنهم،
ثم أشفق عليهم
ورحمهم، ودعا
وشفع لهم، فقال:
«اغفر أو
اِهْدِ» ثم
أظهر سبب
الشفقة والرحمة
بقوله:
«لقومي» ثم
اعتذر عنهم
بجهلهم، فقال:
«فإنهم لا
يعلمون»(1).
إن
الرحمة كانت
جماع الصفات
التي كان
يمتاز بها -
صلى الله عليه
وسلم - وعنها
كان يصدر في
جميع مواقفه،
وبها كان
يتعامل في
جميع محطّات
حياته، وعليها
كان تعتمد في
معاملة كل
إنسان؛ فلم
يغلظ القول
لمن أغلظه له،
ولم يردّ عليه
بالمثل، وإنما
قابله
بالرحمة
والحلم.
عَنْ
جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ
اللَّهِ،
قَالَ: لَـمَّا
قَسَمَ
رَسُولُ الله
- صلى الله
عليه وسلم -
غَنَائِمَ
هَوَازِنَ
بَيْنَ
النَّاسِ
بِالْجِعْرَانَةِ،
قَامَ رَجُلٌ
مِنْ بَنِي
تَمِيمٍ، فَقَالَ:
اِعْدِلْ يَا
مُحَمَّدُ،
فَقَالَ: «وَيْلَكَ،
وَمَنْ
يَعْدِلُ
إِذَا لَمْ
أَعْدِلْ،
لَقَدْ
خِبْتُ
وَخَسِرْتُ
إِنْ لَمْ
أَعْدِلْ»
قَالَ:
فَقَالَ
عُمَرُ: يَا
رَسُولَ الله
أَلَا
أَقُومُ
فَأَقْتُلَ
هَذَا
الْـمُنَافِقَ؟
قَالَ:
«مَعَاذَ
الله أَنْ
تَتَسَامَعَ
الْأُمَمُ
أَنَّ
مُحَمَّدًا
يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ»،
ثُمَّ قَالَ
النَّبِيُّ -
صلى الله عليه
وسلم -: «إِنَّ
هَذَا
وَأَصْحَابًا
لَهُ
يَقْرَءُونَ
الْقُرْآنَ
لَا يُجَاوِزُ
تَرَاقِيَهُمْ،
يَمْرُقُونَ
مِنَ
الدِّينِ،
كَمَا يَمْرُقُ
الْمِرْمَاةُ
مِنَ
الرَّمِيَّةِ»،
قَالَ
مُعَاذٌ:
فَقَالَ لِي
أَبُو الزُّبَيْرِ:
فَعَرَضْتُ
هَذَا
الْحَدِيثَ
عَلَى الزُّهْرِيِّ
فَمَا
خَالَفَنِي،
إِلَّا أَنَّهُ
قَالَ
النَّضِيَّ.
قُلْتُ:
الْقِدْحَ.
فَقَالَ: «أَلَسْتَ
بِرَجُلٍ
عَرَبِيٍّ»(2).
وكذلك
لم يغلظ - صلى
الله عليه
وسلم - القول
لمن أغلظ له:
عَنْ
أَبِي
هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ أَنَّ
رَجُلًا
تَقَاضَى
رَسُولَ الله
- صلى الله
عليه وسلم -
فَأَغْلَظَ
لَهُ،
فَهَمَّ بِهِ
أَصْحَابُهُ،
فَقَالَ
دَعُوهُ؛
فَإِنَّ
لِصَاحِبِ
الحَقِّ
مَقَالًا،
وَاشْتَرُوا
لَهُ
بَعِيرًا
فَأَعْطُوهُ
إِيَّاهُ. وَقَالُوا
لاَ نَجِدُ
إِلَّا
أَفْضَلَ
مِنْ سِنِّهِ.
قَالَ
اشْتَرُوهُ
فَأَعْطُوهُ
إِيَّاهُ؛
فَإِنَّ
خَيْرَكُمْ
أَحْسَنُكُمْ
قَضَاءً(3).
على
كل فالإعداد
الإلهي لرسول
الله - صلى الله
عليه وسلم -
جعل علامات
النبوة واضحة
على سلوكه -
صلى الله عليه
وسلم - منذ أن
وُلِدَ، بل جعلها
–
العلامات – تنطق منذ
ما قبل ولادته
أن لهذا
المولود شأنًا
منقطع النظير.
ونتج عن ذلك
الإعداد
الإلهي أنه
كان في مكة – قبل
النبوة – فتى يشار
إليه بالبنان
في كل من استقامة
السيرة وحسن
السلوك
والصدق
والأمانة،
كما كان في
صباه نزيه
الذيل من كل
مفاسد المجتمع
المكي الوثني
الجاهلي
وعاداته
وتقاليد
ومنتدياته.
وكان القوم
يطمئنون إليه
ما لا يطمئنون
إلى أي من
فتيان أو رجال
أو شيوخ قريش
جميعًا فيما
يتعلق بأيّ من
الصفات
الإنسانية السامية.
(تحريرًا
في الساعة 11 من
يوم الخميس:
20/ذوالحجة 1435هـ =
16/أكتوبر 2014م)
نور
عالم خليل
الأميني
مجلة
الداعي
الشهرية
الصادرة عن
دار العلوم
ديوبند ،
ربيع الأول 1436
هـ = يناير 2015م ،
العدد : 3 ،
السنة : 39
(1) هذا
حديث صحيح
الإسناد، ولم
يخرجاه، رواه
الحاكم في
المستدرك،
رقم الحديث 4236،
ج2، ص706، دار الحرمين
للطباعة
والنشر
والتوزيع،
القاهرة.
(1) رواه
الدارمي في
سننه، باب:
كيف كان أول
شأن النبي ﷺ، ج1، ص163، رقم
الحديث 13. دار
المغني للنشر
والتوزيع،
الرياض.
(2) رواه
مسلم في
صحيحه، رقم
الحديث: 431.
(1) رواه
الإمام أحمد
في مسنده، ج35،
ص181. رقم الحديث 21261،
بتحقيق شعيب
الأرناوط.
(1) أخرجه
الحاكم في
المستدرك عن
أبي هريرة،
رقم الحديث 100،
كتاب
الإيمان، ج1،
ص83. وقال الحاكم:
هذا حديث صحيح
على شرطهما؛
فقد احتجّا
جميعًا بمالك
بن سعير،
والتفردُ من
الثقات مقبول.
قال الذهبي في
التلخيص: على
شرطهما،
وتفرد الثقة
مقبول.
(2) صحيح
البخاري،
كتاب العلم،
ج1، ص25، برقم 68.
(1) دلائل
النبوة
للاصبهاني،
ج1، ص133.
(2) كتاب
الدعاء
للطبراني، ص
1280، رقم الحديث
1036،
دارالبشائر
الإسلامية،
بيروت.
(3) رواه
البخاري،
كتاب بدء
الخلق، باب
إذا قال أحدكم
آمين
والملائكة في
السماء الخ،
رقم الحديث 3231.
(1) الشفا
بتعريف حقوق
المصطفى، ج1،
ص137، دار الكتاب
العربي،
بيروت.
(2) رواه
الإمام أحمد
في مسنده، ج23،
ص 123، رقم
الحديث 14821،
بتحقيق شعيب
الأرناوط.
(3) رواه
البخاري في
الصحيح: رقم
الحديث: 2390، باب
استقراض
الابل.